المحبّة..شعورٌ ‏عظيم

10

سأتحدثُ في هذه المقالة, عن أسمى المشاعر التي تُخالجُ الكائن البشري, و أعظمها شأناً لديه, ألا و هي المحبّة. في كل أشكالِها و تجلّياتها في نفس المرءِ, حيث تبقى رغم تغيّر الأزمان و الحقبات, تحتلّ أولوية كُبرى في كيانه.

المحبّة هي مشاعر الإلفة و الطمأنينة, التى تتجلّى في تصرفات الإنسان, عند احتكاكهِ مع محيطه -متحركاً كان أم جماداً- في تعامُلاته مع العالم الخارجي, و علاقاته المُتشعّبة. أنه إحساسٌ بسيطٌ بالسّعادة, يلِجُ القلب من جميع نواحيه, و يجعلُكَ تولي أمراً أو شخصاً, إهتماماً خاصاً.

العواطف,المشاعر الإنسانية,المحبة,خواطر عن المحبة,كلام في المحبة,

يتفرّعُ هذا الشعور في عدّةِ مصطلحاتٍ, مع تعدّدِ طبيعة العلاقات التي تجمعُ الفرد بمجتمعه, فيختلف مفهوم المحبّة بين علاقةٍ و أُخرى. مع بقاء أساسيات هذا الشعور, راسخة في كلّ روابطِ الفرد مع الغير, من رابط الأخوّة إلى رابط الصداقة, وصولاً إلى العلاقة مع الشريك, في الرابطة الزوجية .

 إنهُ لشعورٌ جميل, أن تسمحَ للمحبّة أن تغمرَ قلبك, في كل تصرفاتِك, و أن تجعلها ثوباً لكلّ حرفٍ يخرجُ منك, فتُحسِّن بذلك و لو قليلاً, يومَ المحيطين بك. فبضعُ كلماتٍ محاطة بهالة من المحبّة تتلفظُ بها, قد تُدخِلُ السرورَ في نفوسِ من يحتاجُها, فلا تبخل.

المحبّة يا صديقي هي الدّواء الوحيد لإزالة سموم القلب و أحقاده, فأن تعطي دون أن تنتظر شيئاً في المقابل, هي أسمى أوجه المحبّة. و كلُّ أديان العالم و معتقداته أَوْردت المحبّة في نصوصها و أفكارها, و عمِلت على نشرها في مشارق الأرض و مغاربها.

تلك المشاعر لا تُفّرق بين البشر, من ناحية العرق, الدّين, الشكل, و الجنس, لا بين أبيضٍ و أسود, مسلمٍ و مسيحي, فقيرٍ أو غني, إمرأةٍ و رجل, طفلاً كان أم كهلاً, هي عامةٌ شاملة عابرة للحدود و النفوس, تغطّي الجميع تحت عباءتها دون تمييزٍ أو اختلاف. و مهما تطوَّرت العلاقات بين البشر, ستبقى مشاعر المحبّة حاضرة, حتى في العلاقات الرقمية التي أضحت تجمع بين افراد مجتمعاتنا في وقتنا الحالي.

لذلك أيّها القارئ العزيز, كنّ في كل محضرٍ خير, لتترُكَ أثراً جميلاً, و بصمةً لا تزولُ في قلوب من حولك, و أينَ ما ارتحلتَ دعِ المحبّة تتكلمُ عنك, فيفهمُها جميعُ البشرِ دون استثناء. إنها كالموسيقى لغةٌ عالمية, و معبرٌ للسلامِ الداخلي, و مدخلٌ للتصالحِ مع ذاتك.

في النهاية لن أجِدَ مقولةً أعمق, و أقرب إلى مضمونِ ما تقدّمتُ به, و خيرُ مثالٍ أختمُ به حديثي, إلا هذه الرائعة، "إن الله محبّة".

التعليقات

بحث هذه المدونة الإلكترونية